زكي المحاسني وجميل سلطان وأنور العطار وعبد الكريم الكرمي 4-11-1927م

لما رأى المجمع حفلات التكريم تقام في طول البلاد وعرضها تنويهًا باسم أشخاص فضلاء نفعوا البلاد بعلمهم وآثار نبوغهم، رأى هو أيضًا أن يقيم حفلة مبتكرة في نوعها دعاها (حفلة تنشيط). ذلك أن أربعة من طلاب المدرسة التجهيزية أظهروا في امتحان شهادة العالمية (البكالوريا) ذكاء وتفوقًا لاسيما في الآداب العربية وقرض الشعر العربي، ومثل هؤلاء الشبان إذا نبغوا في عهد عرب الجاهلية دُقَّت البشائر (أي الدفوف) وأُقيمت المهرجانات فرحًا بهم واستبشارًا بنبوغهم في الشعر من حيث يذودون به عن حمى قبيلتهم ويفحمون الذي يهجوها أو يعتدي عليها. كلُّ ذلك حمل المجمع على إقامة حفلة التكريم أو التنشيط لهؤلاء الأربعة، فدعا لهم الجمَّ الغفير من أدباء الحاضرة وفضلائها.

فلما جاء الوقت المعيَّن (الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم الجمعة 4/11/1927م) اكتظت ردهة المجمع بالمدعوين وغيرهم، وفيهم مدير الجامعة السورية رضا بك سعيد ومدير مكتب التجهيز وأساتذته ورفاق الطلاب الأربعة وطائفة كبيرة من شعراء الفيحاء وأدبائها.

زكي المحاسني (1909-1972م)

جميل سلطان (1909-1979م)

أنور العطار (1913-1972م)

عبد الكريم الكرمي (1909-1980م)

وقائع الحفلة

  1. كلمة الافتتاح للأستاذ محمد كرد علي.

  2. قصيدة السيد زكي المحاسني.

  3. قصيدة السيد جميل سلطان.

  4. قصيدة السيد أنور العطار.

  5. قصيدة السيد عبد الكريم الكرمي.

مقطتفات من كلمة الأستاذ محمد كرد علي

"... رُوي عن غلادستون الشهير أنه إذا كان رأى غلمانًا يلعبون في الشارع رفع قبعته تحية لهم وقال: إن هؤلاء الغلمان سيكونون رجال المستقبل، فهو يحيي بهم الرجولة المندمجة في هذه الطفولة. وكذلك المجمع يكرِّم هؤلاء الشعراء الأربعة الذين سيكونون في المستقبل نوابغ تباهي بهم الشام غيرها من البلاد...

وإن هذه الحفلة ستكون من أكبر المنشطات لهم للمضي في هذا الطريق طريق النبوغ والتفوق في الأدب العربي وخدمة الوطن العربي..."

مقطتفات من قصيدة السيد زكي المحاسني، موضوعها (الشاعر المحزون)

 شاعر الشجو فادح الآلام

 

مستمرٌّ تبريحه كالضرام

منذ شرخ الصبا يلوح له القبـ

 

ـر وتبدو أضواءُه في قتام

هو سرٌّ لا يُستطاع له عِلْـ

 

ـمٌ ولغزٌ ينأى عن الأفهام

........

 

........

أرسل الشعر من عميق أساه

 

فتغنَّوه محزن الأنغام

فأنال التبريحُ كلَّ شجيٍّ

 

وخليٍّ قسطًا من الآلام

لا تلمه في الشعر إن كان شجوًا

 

فمثير الأشجان بعض الملام

........

 

........

ليت دمعًا عند المساء يُرَوِّي

 

من تجاليدها غليل الرمام

قبّح ادهر كم يبالغ فينا

 

باعتساف وينثني باجترام

مقطتفات من قصيدة السيد جميل سلطان، موضوعها (الأم)

 أذهابًا مع الأماني مليّا

 

لا انطوى عهد من يعيش هنيّا

ناضر العود في ازدهار حلوم

 

باسمات تشع نورًا سنيّا

........

 

........

إنما الأم كوكب لا يراه

 

حاضر الأم كوكبًا دريّا

آية الله نعمةً وابتسام الـ

 

ـفجر نورًا والروض عرفًا زكيّا

مَن سواها يُسيغ كأس المعالي

 

ويفدِّيك بالفؤاد رضيّا

هي مهد الحنان والأمل البا

 

زغ توحي فتنبت القلب ريّا

حسب مَن ربَّت البنين صغارًا

 

أنها تستفزّ روحًا أبيّا

مقطتفات من قصيدة السيد أنور العطار، موضوعها (الشاعر)

 خلِّياه يَنُحْ على عذباته

 

ويَصُغْ من دموعه آياته

ويرتِّل ألحانه بخشوع

 

مستمدًا من العلا نغماته

........

 

........

شاعر صاغه الإله من البؤ

 

س وأبدى الأسا على نظراته

وحباه السحر الحلال فعنَّى

 

شاكرًا ربه على نفحاته

وسريُّ النظيم ما كان حيًّا

 

فالهوى والشعور في طياته

وسريُّ النظيم ما كانت الحكمـ

 

ـمة فياضة على جنباته

........

 

........

كتب البؤس فوق خديه سطرًا

 

تتراءى الآلام في كلماته

للهوى قلبه وللشجو عينا

 

ه وللعالمين كل هباته

مقطتفات من قصيدة السيد عبد الكريم الكرمي، موضوعها (قصة بدوية)

 ناوليني الرباب قبل زيالي

 

لست مذمومة ولست بسالي

ودعيني أسمعك وجد (ابنة الشـ

 

ـيخ) و(رضوان) وهو سر الجلال

........

 

........

مسك الشاعر الرباب فأنَّت

 

أنة الواجدين في الأطلال

فحنا مشفقًا عليها كأُمٍّ

 

حين تحنو على وحيد غالي

قال والغيد حوله ساكنات

 

وسكون الحسان عين الكمال

ربوة يسكن الغرام إليها

 

يعتليها (رضوان) كلَّ زوال

كان يرعى أنعام شيخ عجوز

 

ساد قسمًا من قومه والآل