المهرجان الألفي لأبي الطيب المتنبي 23-7-1936م إلى 29-7-1936م

اقترح المجمع إقامة هذا المهرجان قبل انعقاده بنحو سنة تقريبًا، ولما عَرَضَ هذا المقترح على وزير المعارف حسني البرازي استحسنه ووعد المجمعَ بمؤازرته ماديًّا وأدبيًّا. وبعد أن توفرت الأسباب الأولى لإقامة المهرجان، أرسل المجمعُ إلى نخبة من العلماء والأدباء رسائل يدعوهم فيها إلى الاجتماع في مقر المجمع (المدرسة العادلية الكبرى) مساء الأحد 15 أيلول 1935م لمناقشة أمور المهرجان. فأجاب المدعوون نداء المجمع، وترأس الاجتماع وزير المعارف، وانتخب الحاضرون لجنة عامة ولجنة تنظيمية للمهرجان.

أما اللجنة العامة فتألفت من أعضاء مجمعيين هم: محمد كرد علي، وعبد القادر المغربي، وفارس الخوري، ومصطفى الشهابي، وخليل مردم بك، وعبد القادر المبارك، ومحمد بهجة البيطار، وسليم الجندي، ورشيد بقدونس، وشفيق جبري، وأسعد الحكيم، ومرشد خاطر، ومعروف الأرناؤوط، وعز الدين التنوخي. ومن أعضاء غير مجمعيين([1]) هم: محمد البزم، ومحسن البرازي، وجميل صليبا، ومنير العجلاني، وأنور حاتم، وأسعد طلس. ثم انتخبت هذه اللجنة عبد القادر المغربي رئيسًا لها، وعز الدين التنوخي ومنير العجلاني كاتبَي سرٍّ لها. وأما اللجنة التنظيمية فتألفت من: منيف العائدي، وجعفر الحسني، وخليل مردم بك، وعز الدين التنوخي، وأسعد طلس، ويوسف العش.

ثم والت لجنة المهرجان اجتماعاتها تحضيرًا لهذا المهرجان الكبير، فلما استكملت عدَّتها المالية والإدارية أرسلت دعوتها إلى علماء الأمة العربية وأدبائها في بلاد الشام ومصر والعراق والحجاز واليمن وتونس والجزائر والمغرب، وإلى المستعربين من علماء تركيا والهند والأقطار الأوربية والأمريكية، وإلى الجامعات العربية والأجنبية كالجامعة السورية والجامعة الأمريكية والجامعة اليسوعية والجامعة المصرية والجامع الأزهر والجامعة العراقية وجامعة عليكرة الهندية والجامعة التركية والجامعة الإيرانية. وأرفقت لجنة المهرجان دعوتها بقائمة بالمواضيع الجديرة بالبحث في هذا المهرجان، ليختار منها المدعوون ما يرغبون في الحديث عنه.

ثم أخذت رسائل إجابة الدعوة تتوارد إلى المجمع، وبعد انتهاء الأجل المضروب لقبولها في 17 تموز 1936م، وضعت اللجنة برنامج المهرجان، وكان افتتاحه في يوم الخميس 23 تموز 1936م.

المشاركون في المهرجان

  1. من لبنان: (أنيس الخوري المقدسي، نقولا فياض، أمين الريحاني، فؤاد البستاني، حليم دموس، أحمد رضا، سليمان ظاهر، حبيب شماس).

  2. من مصر: (عبد الوهاب عزام، محمد محيي الدين عبد الحميد، أحمد أمين).

  3. من العراق: (معروف الرصافي، محمد رضا الشبيبي، علي الشرقي، طه الراوي، باقر الشبيبي).

  4. من فلسطين: (خليل الخالدي، محمد إسعاف النشاسيبي).

  5. من السويد: (كارل فلهلم زترستين).

  6. من إيران: (خسرو دارائي، أبو عبد الله الزنجاني، مصطفى الطباطبائي).

  7. من سورية: (عبد الرحمن شهبندر، صلاح الدين المحايري، خليل مردم بك، عدنان مردم بك، نجيب الأرمنازي، عز الدين التنوخي، سامي الكيالي، أديب التقي، عبد القادر المبارك، محمد البزم، فائز الخوري، سليم الجندي، جميل صليبا).

جلسة الافتتاح (الخميس 23 تموز 1936م، الساعة 17)

  1. عشر من القرآن الكريم، للشيخ أحمد زرُّوق.

  2. كلمة دامين دو مارتيل (مع تعريبها)، المفوَّض السامي الفرنسي.

  3. كلمة السيد عطا بك الأيوبي، رئيس الحكومة. ألقاها بالنيابة عنه السيد حسني الرازي وزير المعارف (مع نقلها إلى الفرنسية).

  4. كلمة الأستاذ عز الدين التنوخي، كاتب سر المهرجان.

  5. كلمة المستشرق السويدي كارل فلهلم زترستين.

  6. قصيدة للشاعر الفارسي خسرو دارائي، نقلها إلى العربية الأستاذ أبو عبد الله الزنجاني وأنشدها الأستاذ مصطفى الطباطبائي.

  7. كلمة الأستاذ أحمد أمين، مندوب الجامعة المصرية.

  8. كلمة الأستاذ عبد المنعم رياض، اقترح فيها تخصيص (جائزة المتنبي) على نمط (جائزة نوبل).

وفي صباح اليوم التالي (الجمعة 24 تموز 1936م، الساعة 10)

جرى الاحتفال بافتتاح (شارع المتنبي)، وألقى الأستاذ توفيق بك الحياني محافظ مدينة دمشق الممتازة كلمة بهذه المناسبة، ثم ألقى الأستاذ عز الدين التنوخي كلمة شكر.

جلسات المهرجان (في مدرج الجامعة السورية)

الجلسة الأولى (الجمعة 24 تموز 1936م، الساعة 17)

عنوان البحث

الباحث

المتنبي والفتوة العربية

الأستاذ أنيس الخوري المقدسي (مندوب الجامعة الأمريكية)  (عضو مراسل في مجمع دمشق)

المتنبي شاعر نهضتنا القومية الحديثة

الدكتور عبد الرحمن شهبندر (ألقاه ابن أخته صلاح الدين المحايري)

أبو الطيب المتنبي (قصيدة)

الأستاذ خليل مردم بك (ألقاها نجله الأستاذ عدنان مردم بك)

البداوة في شعر المتنبي

الدكتور عبد الوهاب عزام (سفير مصري) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

عصر المتنبي السياسي

الأستاذ نجيب الأرمنازي (الأمين العام لرئاسة الجمهورية)

الجلسة الثانية (السبت 25 تموز 1936م، الساعة 17)

عنوان البحث

الباحث

أبو الطيب والنحاة

الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد (مندوب الجامع الأزهر)

المتنبي وحساده

الأستاذ معروف الرصافي (مندوب العراق) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

ذكرى شاعر (قصيدة)

الأستاذ محمد رضا الشبيبي (عضو مراسل في مجمع دمشق) ألقاها شقيقه الأستاذ حسين الشبيبي)

صوت الكوفة

الأستاذ علي الشرقي (شاعر عراقي)

(خطبة عن المتنبي)

الأستاذ طه الراوي (أديب وباحث عراقي) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

صوت دمشق (قصيدة)

عز الدين التنوخي (كاتب سر المهرجان)

الجلسة الثالثة (الأحد 26 تموز 1936م، الساعة 17)

عنوان البحث

الباحث

هل كان المتنبي مجددًا

الدكتور نقولا فياض (مندوب لبنان) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

المتنبي رسول العروبة

الأستاذ أمين الريحاني (مفكر وأديب لبناني) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

(خطبة عن المتنبي)

الأستاذ فؤاد البستاني (مندوب الجامعة اليسوعية)

ذكرى المتنبي (قصيدة)

الأستاذ حليم دموس (شاعر لبناني)

المتنبي في بلاط سيف الدولة

الأستاذ سامي الكيالي (أديب وباحث سوري)

الجلسة الرابعة (الإثنين 27 تموز 1936م، الساعة 17)

عنوان البحث

الباحث

روح الطموح في المتنبي

الأستاذ أحمد رضا (لغوي وأديب لبناني) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

المهرجان الألفي للمتنبي (قصيدة)

الأستاذ سليمان ظاهر (شاعر لبناني) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

(خطبة عن المتنبي)

الأستاذ حبيب شماس (مندوب المدرسة البطريركية)

المتنبي وسيف الدولة

الأستاذ أديب التقي (شاعر وأديب ولد في لبنان وعاش في سورية) (انتخب عضوًا في المجمع العلمي بدمشق سنة 1942م)

تحية المتنبي (قصيدة)

الأستاذ باقر الشبيبي (شاعر عراقي) (ألقاها شقيقه حسين الشبيبي)

الجلسة الخامسة (الثلاثاء 28 تموز 1936م، الساعة 17)

عنوان البحث

الباحث

شعر المتنبي في محاكم النقد

الأستاذ خليل الخالدي (رحالة فلسطيني، فقيه، عالم بالمخطوطات) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

(كلمة المستشرق زترستين)

ترجمها عز الدين التنوخي (كاتب سر المهرجان)

لغة المتنبي

الأستاذ عبد القادر المبارك (عضو المجمع العلمي العربي بدمشق)

(قصيدة عن المتنبي)

محمد البزم (شاعر، انتخب عضوًا في المجمع العلمي بدمشق سنة 1942م)

الجلسة السادسة (الأربعاء 29 تموز 1936م، الساعة 17)

عنوان البحث

الباحث

المرأة في شعر المتنبي

الأستاذ فائز الخوري (مندوب الجامعة السورية)

ثقافة المتنبي ومصادرها

الأستاذ سليم الجندي (عضو المجمع العلمي العربي بدمشق)

الشاعر (قصيدة)

عمر أبو ريشة (شاعر  سوري)

فلسفة المتنبي

الأستاذ جميل صليبا (فيلسوف لبناني عاش في سورية) (انتخب عضوًا في المجمع العلمي العربي سنة 1942م)

سيفيات المتنبي

الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي (أديب وباحث فلسطيني) (عضو مراسل في مجمع دمشق)

(كلمة الختام)

الأستاذ عز الدين التنوخي (كاتب سر المهرجان)

وهكذا انقضى (مهرجان المتنبي)، ولكن آثاره الحميدة بقيت أصداؤها تتردّد في صحف البلاد العربيّة ومجلّاتها زمانًا طويلًا بعد انقضاء أيّامه. وورد إلى المجمع طائفة من رسائل التهاني، كان على رأسها رسالة المفوض السامي التي شكر فيها أعضاء المجمع وأعضاء لجنة المهرجان، وأعرب فيها عن تهانيه الحارة على حسن إدارة المهرجان، وقال: "إن مثل هذه الحفلات، التي برهنت على ما أُوتيه شعراء الشام وكتَّابهم وعلماؤهم من نشاط باهر، قد أبَّدت الدور التاريخي الذي قامت به دمشق، ذلك المركز العقلي الذي انتشر شعاعه فعمَّ الشرق بأسره. فللعاصمة الشامية إذن أن تفاخر بحق في هذا اليوم بمهرجانها الجميل".  

وكانت لبعض الموضوعات التي ألقيت في المهرجان أثرٌ بعيد في الجوّ السياسي والاجتماعي في البلاد العربية التي كانت ما تزال ترزح تحت نير الاستعمار، وخاصة تلك الموضوعات التي تتّصل بالعروبة وأواصرها، وبإباء النفس العربيّة وكرامتها وحبّها للتحرّر والانعتاق من كل عبوديّة أو استعباد، مما كانت نفس المتنبي تمثّله وتُعلي شأنه.