لجنة المعجم التاريخي

قرار تشكيل اللجنة

أعضاء اللجنة

الدكتور محمود السيد  (رئيسًا)

الأستاذ مروان البواب

الدكتور عيسى العاكوب

الدكتور أحمد قدور

الدكتور وهب رومية

الدكتور رفعت هزيم

الدكتور عبد الناصر عساف

الدكتور محمد شفيق البيطار

الدكتور عيد مرعي

مهمة اللجنة

مراجعة الأجزاء التي يصدرها اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية ومجمع اللغة العربية بالشارقة من (المعجم التاريخي للغة العربية)

اللغة العربية من أعرق اللغات العالمية، وأغزرها مادة، وأغناها رصيدًا معجميًّا، ولم تشهد خلال عصورها الطويلة جمودًا ولا انغلاقًا، بل كانت منفتحة على غيرها من اللغات أخذًا وعطاء. تجدَّدت فيها وسائل التعبير، وتعدَّدت فيها الأساليب، وتطوَّرت فيها الدلالات، فاكتسب كثيرٌ من ألفاظها وتعابيرها معانيَ جديدة.

على أن معظم معاجمنا العربية القديمة والحديثة لم تواكب ذلك التطوُّر؛ فلقد كان جلُّ مؤلِّفيها نَقَلةً يَعتمد لاحقُهم على سابقِهم فيعيد تدوين ما سبق تدوينه، ولا يضيف إلى مؤلَّفه ما أفرزه عصرُه من ألفاظٍ مستحدثة ومعانٍ مبتكرة وتراكيب مستجدَّة، بل بقيت حبيسة الكتب ودواوين الشعر، تنتظر مَن يبعثها ويضمُّها إلى معاجم العربية. ولا شك أن هذا المسلك في تأليف المعاجم لا يدلُّ على أن اللغةَ الموصوفةَ لغةٌ حيَّةٌ قادرة على استيعاب ألفاظ الحضارة.

يضاف إلى ما تقدَّم أن الصناعة المعجمية العربية لم تُعْنَ بمسألة التغيُّر الدلالي في استعمال الألفاظ مع مرور الزمن العناية الكافية، ولم تتعرَّض إلى بيان حياة هذه الألفاظ وموتها.

فكان من الضروري - والحالة هذه - تأليفُ معجمٍ تاريخيٍّ للغة العربية يتتبَّع تطوُّر ألفاظها ودلالاتها، ويضبط ما طرأ عليها من تغيير على مرِّ العصور، ويَستكمل في الوقت نفسه ما فات المعاجمَ القديمة والحديثة من ألفاظٍ وتعابيرَ شاعت على الألسنة والأقلام.

وقد سبقتنا أمم أخرى إلى وضع معاجم تاريخية للغاتها يؤرِّخ حياة هذه اللغات؛ فقد صنَّف الألمان المعجم التاريخي للغة الألمانية، بدأ العملَ به الأخوان غْرِمْ Grimm سنة 1838م، ولما تُوفِّيا كانا قد وصلا إلى الحرف F، فأتمَّ العملَ مجموعةٌ من علماء اللغة، وصدرت الطبعة الأولى للمعجم سنة 1961م، والثانية سنة 2016م. وصنَّف الإنكليز معجم أكسفورد التاريخي الذي بدئ العمل به سنة ١٨٥٩م، وصدرت طبعته الأولى سنة 1933م وطبعته الثانية سنة 1989م. وتأخر صدور المعجم التاريخي للغة الفرنسية حتى سنة ١٩٩٢م. وبدأ العمل في المعجم التاريخي للغة العبرية سنة 1955م.

أما ما يتعلق بالمعجم التاريخي للغة العربية، فكان (مجمع فؤاد الأول) قرَّر حين أُنشئ سنة ١٩٣٢م أن يكون أول أعماله وضْع معجم تاريخي للغة العربية. وقد ذُكِرَ هذا في مرسوم إنشائه، ولكنْ لم يُتَحْ له أن ينهضَ بهذه المهمة.

وكان المستشرق الألماني فيشر (1865م - 1949م) بدأ بإنفاذ مشروعه بوضع معجم تاريخي للغة العربية، بدأه أولًا في ألمانيا سنة 1914م، ثم تابع عمله في القاهرة سنة 1936م. ومع وفاة فيشر سنة 1949م توقَّف العمل في المشروع، ولم يُنجَز من المعجم سوى جزءٍ يسير منه: من أول حرف الهمزة حتى المادة (أ ب د).

ومنذ وفاة فيشر لم يتصدَّ أيُّ مجمع من مجامع اللغة العربية لوضع معجم تاريخي للغة العربية، تخوّفًا من ضخامة العمل ومن تكلفته الباهظة، إلى أن تقدم الدكتور محمد إحسان النص عضو مجمع دمشق في سنة 1998م باقتراح إلى اتحاد مجامع اللغة العربية بوضع هذا المعجم، وأيَّد مقترحه وقتئذٍ مجمعا الأردن والعراق. ولما ناقش الاتحاد هذا المقترح أصدر توصية بإعداد المعجم، ولكنه أصدر بعد سنةٍ قرارًا بتأجيل النظر في إعداده.

وفي سنة 2001م طلب مجمع دمشق وعمان وبغداد إحياء مشروع إعداد المعجم التاريخي، فوافق مجلس الاتحاد على ذلك، وألَّف لجنة لوضع خطة شاملة له. تألَّفت اللجنة من 16 عضوًا من مصر وسورية والأردن وليبيا والجزائر وتونس والسعودية والمغرب ولبنان واليمن والكويت. ولكن اجتماع هذه اللجنة تأخر إلى سنة 2004م، ناقش فيه المجتمعون وجهات النظر المختلفة المتعلقة بمنهج إعداد المعجم. ثم تابعت اللجنة اجتماعاتها، ولكن أعمالها اقتصرت على دراساتٍ نظريةٍ تتعلق بأصول المعجمية والمناهج المختلفة في وضع هذا المعجم، ولم تتخذ أيَّ إجراء عمليٍّ لإنفاذ المشروع، ثم ضعفت الهمة واضمحلت الجهود لأسباب عديدة؛ من أهمها: الحاجة إلى التمويل، وإلى الرعاية الفنية والإدارية.

وكانت النقطة الفارقة في مسيرة المعجم التاريخي للغة العربية أنَّ حاكم الشارقة تكفَّل بكل المتطلبات العلمية والمادية لإنجازه، ورعى إقامة جهاز إداري وعلمي لهذا المشروع، يكون جانبه العلمي والإشرافي في اتحاد المجامع، وجانبه التنفيذي والمالي في مجمع الشارقة.

عمل هذا الجهاز بهمة ونشاط، ووضع منهجًا علميًّا لبناء المعجم، وأعدَّ خطة لتدريب مجموعاتٍ من المحرِّرين، وأنشأ مدوَّنةً رقميةً ضخمة تكوَّنت من قرابة 20 ألفًا من النقوش والوثائق التاريخية والمخطوطات والكتب ودواوين الشعر والموسوعات والمعاجم اللغوية ومعاجم المصطلحات والصحف والمجلات، امتد زمانها على مدى 17 قرنًا (من القرن الثالث قبل الهجرة وحتى القرن الخامس عشر الهجري). وقد بلغ عدد كلمات هذه المدونة أكثر من مليار كلمة.

وكان مجمع اللغة العربية بدمشق شارك في إعداد هذه المدونة فزوَّدها بدواوين الشعر في العصر الجاهلي والعصر الأموي منضدة ببرنامج word كي يتسنى إجراء عمليات البحث فيها بسهولة ويسر.

وكانت الخطوةُ الأولى في تدريب مجموعات المحررين تسميةَ هذه المجموعات، فطلبت إدارة المعجم من مجامع اللغة العربية تسميةَ مجموعةٍ من المحررين لكل مجمع (تتكون المجموعة من 10 أشخاص ممن يحملون شهادة الماجستير في اللغة العربية فما فوقها) يرأسها أحد أعضاء المجمع، وطلبت من مجمع اللغة العربية بدمشق - على وجه الخصوص - تسمية مجموعتين من المحررين. وبالفعل قامت لجنة المعجم التاريخي في مجمعنا بالتعاون مع جامعة دمشق بتسمية أعضاء هاتين المجموعتين تمهيدًا لإخضاعهم لدورة تدريبية - مدة شهر كامل - تقيمها إدارة المعجم، يتدربون فيها على بناء المعجم التاريخي وفق منهج موحد. ولكن وباء الكورونا حال دون إجراء هذه الدورة التدريبية لهاتين المجموعتين. ومن ثَم لم يشارك مجمع دمشق في إعداد المعجم، وبدلًا من ذلك أَوكلت إدارة المعجم على مجمع دمشق مهمة المراجعة النهائية لأجزاء المعجم التي تصدر تباعًا.

وفي حزيران سنة 2021م أعلن مجمع الشارقة طباعة 17 جزءًا من المعجم التاريخي (تجاوز عدد صفحات كلّ منها 700 صفحة). وقد تضمَّنت هذه الأجزاء المواد اللغوية التي تبدأ بحروف الهمزة والباء والتاء والثاء والجيم؛ أي قرابة 20% من المعجم. وإضافة إلى النسخة الورقية للمعجم ثمة نسخة إلكترونية في موقع مجمع اللغة العربية بالشارقة.

ورُتِّبت مواد المعجم بحسب أصولها (جذورها) وَفْقَ الحرف الأول فالثاني فالثالث...؛ فيُعرض الجذر في سطر مستقل تليه النقوش العربية القديمة والنظائر الساميَّة المتعلقة بالجذر (إن وُجدت)، ثم المعاني الكلية للجذر (تَأَسِّيًّا بعمل ابن فارس في المقاييس)، تليها الأفعال وبعدها الأسماء وشواهد كلٍّ منها مرتبة ترتيبًا زمانيًّا وفق العصور الخمسة المذكورة آنفًا. ويُذكر مع كلِّ شاهد قائله وتاريخه ومصدره، ويلوَّن موضع الشاهد باللون الأحمر زيادةً في الإيضاح.

في نهاية سنة 2021م بدأت لجنة المعجم التاريخي في مجمع اللغة العربية بدمشق مراجعة الجزء الأول من المعجم، على أن تستمر في مراجعة الأجزاء التالية في العام القادم.