abdalrahmansalam

الشيخ عبد الرحمن سلام

تاريخ الوفاة: 1941

نشأته وحياته

ولد عبد الرحمن سلام (بتخفيف اللام) في بيروت سنة 1868م، وتلقى علومه الابتدائية في إحدى مدارسها، فأتقن مبادئ الفقه وشيئًا من اللغة العربية والحساب والخط، ثم لازم حلقات الشيوخ في المساجد وتابع روَّاد اللغة العربية وآدابها، وأكبّ على دواوين الشعراء في الجاهلية والإسلام فحفظ الكثير منها، وتعلَّم إضافة إلى ذلك اللسان التركي وأتقن الكلام بهذه اللغة. ووقف مواهبه على العربية وآدابها وتعمق فيها إلى أن أصبح من أئمّتها.

تولَّى القضاء في قلقيلية في فلسطين من 1896م حتى 1900م، انتقل بعدها إلى بيروت وتولَّى رئاسة الكتَّاب في المحكمة الشرعية، وأسَّس (المدرسة العلمية) في بيروت.

في سنة 1908م أسَّس بالاشتراك مع محمد علي القباني صحيفة (روضة المعارف) في بيروت، ورأس تحريرها. وفي سنة 1910م رأس (جمعية السلام لتعليم فقراء الأيتام).

وفي سنة 1911م انتُخب الشيخ سلام عضوًا في (اللجنة الصحفية) في لبنان، وعُهد إليه أمانة صندوقها. وفي هذه السنة أيضًا أصدر في بيروت جريدة فكاهية أسبوعية بعنوان (القلم العريض) ما لبث أن أغلقها وانتقل إلى دمشق.

وفي سنة 1912م بدأ يعمل في دمشق في التدريس والخطابة والإمامة، وافتتح فيها متجرًا لبيع الكتب والمخطوطات، واتصل بعلماء دمشق ووجهائها وأعيانها. وفي سنة 1914م انتقل الشيخ عبد الرحمن سلام إلى حمص، وعُين أستاذًا للأدب العربي في (الكلية الوطنية) بحمص.

وفي سنة 1916م اختير الشيخ عبد الرحمن سلام أستاذًا للعربية وآدابها في (المدرسة الصلاحية) في القدس، ودرَّس فيها مدة سنتين.

وفي سنة 1918م نُمي إلى جمال باشا السفاح بأن الشيخ عبد الرحمن ألّف جمعية تدعو لإنشاء دولة عربيّة موحّدة، فأمر بأن يُبعد إلى دمشق ماشيًا على قدميه مخفورًا وموثوق اليدين، فسيق الشيخ إلى دمشق ووُضع سجينًا في قلعتها. ولـمَّا دخل الأمير فيصل إلى دمشق في 3/10/1918م أفرج عنه وجعله من مستشاريه وأجابه إلى طلبه في تأسيس (النادي العربي).

وفي سنة 1919م عُين الشيخ سلام مميِّزًا لأوقاف سورية، وأستاذًا للغة العربية وآدابها، ولعلم البلاغة والعروض في (مكتب عنبر)، وفي (مدرسة التجهيز)، وفي (دار المعلمين)، وظلّ قائمًا بتدريس هذه المواد حتى 1924م. قال عنه الشيخ علي الطنطاوي (تلميذه في مكتب عنبر): "كان نادرة الدنيا في طلاقة اللسان، وفي جلاء البيان، ولقد عرفتُ من بعده لُسُن الأدباء، ومصاقع الخطباء، فما عرفت لسانًا أطلق ولا بيانًا أجلى".

وفي سنة 1925م عاد الشيخ عبد الرحمن إلى بيروت، ودرَّس في الكلية العثمانية الإسلامية في بيروت.

وفي سنة 1930م عُين مدرّسًا في مدارس المقاصد الخيرية، وبعد سنتين عُين أمينًا للفتوى، وظل يشغل هذا المنصب إلى حين انتقاله إلى جوار ربه في 5 جمادى الآخرة 1360هـ الموافق 29 حزيران 1941م.

الشيخ عبد الرحمن سلام المجمعي

انتُخب الشيخ عبد الرحمن سلام عضوًا مراسلًا في المجمع العلمي العربي بدمشق في 13/6/1921م، وكان يحضر اجتماعات (مجلس المجمع)؛ فقد كانت تقاليد المجمع آنذاك تسمح للأعضاء غير العاملين بحضور جلسات (مجلس المجمع). ثم انتُخب عضوًا عاملًا في المجمع في 13/6/1922م.

ألقى في ردهة المجمع محاضرتين: (الشعر وتأثيره في الأخلاق-1921م)، و(الشعر أو حرفة الأدب-1922م).

من آثاره

أولًا: الكتب

  1. الأذواء (ردٌّ شعري حول الخلاف بين النصارى والمسلمين يزيد على 3000 بيت من قافية واحدة وبحر واحد).

  2. الرياضة البدنية، تأليف سليم سري، تصحيح عبد الرحمن سلام، وزارة المعارف، دمشق، 1922م.

  3. المتن والمكن.

  4. النظم المفيد في علم التجويد، بيروت، 1889م.

  5. بدائع الشعر في الحماسة والفخر، جمعه بشير أفندي رمضان، علَّق عليه عبد الرحمن سلام تعليقات حلَّ بها غريبه وأوضح مبهمه.

  6. خزانة الفوائد (وفيه ألف فائدة لغوية).

  7. دفع الأوهام بقلم ابن سلام (ردٌّ لغويٌّ على كتاب لغة الجرائد لإبراهيم اليازجي)، المطبعة الأدبية، بيروت، 1899م، ثم طبعه حفيده بهاء الدين سلام ضمن كتابه (عالم من بيروت)، دار البشائر الإسلامية، بيروت، 2005م.

  8. ديوان النابغة الذبياني (باعتناء عبد الرحمن سلام)، المكتبة الأهلية، بيروت، 1929م.

  9. شرح ديوان الرصافي.

  10. غاية الأماني في علم المعاني (نظمًا وشرحًا).

  11. كتاب الصافي في علمي العروض والقوافي (نظمًا وشرحًا).

  12. منظومة في الردّ على الأب نقلا غبرييل.

ثانيًا: المقالات

نشر الشيخ عبد الرحمن سلام عددًا من المقالات في عدد من الصحف اللبنانية والعربية؛ منها: (روضة المعارف)، و(القلم العريض)، و(الكفاح العربي)، و(مجلة العرفان).

مصادر ترجمته

  1. إضبارة الشيخ عبد الرحمن سلام المحفوظة في مجمع اللغة العربية بدمشق.

  2. أعلام الأدب والفن (ج2)، أدهم الجندي، مطبعة الاتحاد، دمشق، 1958م.

  3. الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، 2002م.

  4. البيروتيين: حكاياتهم، أمثالهم، ووقائع أيامهم، عبد اللطيف فاخوري، مؤسسة دار الريحاني للطباعة والنشر، بيروت، 2009م.

  5. تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة، دار الفكر، دمشق، 1986م.

  6. دمشق: صور من جمالها وعبر من نضالها، علي الطنطاوي، دار الفكر، دمشق، ط2، 1987م.

  7. ذكريات (الجزء الأول)، علي الطنطاوي، دار المنارة، جدة، 1982م.

  8. عالم من بيروت: الشيخ عبد الرحمن سلام: لمحات من حياته وشيء من آثاره ومعه دفع الأوهام بقلم ابن سلام، بهاء الدين سلام، دار البشائر الإسلامية، بيروت، 2005م.

  9. عبد الرحمن سلام، خير الله الشريف، الموسوعة العربية، المجلد الحادي عشر.

  10. عبد الرحمن سلام، محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مج62، ج4، 1987م.

  11. عبد الرحمن سلام، موقع أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية.

  12. العلامة الأديب الشيخ عبد الرحمن سلام، إياد خالد الطباع، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2018م.

  13. مجمع اللغة العربية بدمشق - تعريف تاريخي، مازن المبارك، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2009م.

  14. المجمعيون الأوائل في المجمع العلمي العربي بدمشق، مازن المبارك، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2015م.

  15. مصادر الدراسة الأدبية، يوسف أسعد داغر، المكتبة الشرقية، بيروت، 1972م.

  16. معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م، كامل سلمان جاسم الجبوري، دار الكتب العلمية، 2002م.

  17. معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957م.

  18. مكتب عنبر (المقدمة)، ظافر القاسمي، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1964م.

  19. موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (ج2)، سليمان سليم البواب، مؤسسة المنارة، دمشق، ط1، 2000م.

  20. نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر، يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، ط1، 2006م.